كتاب " إسهام المرأة الأندلسية في النشاط العلمي في الأندلس عصر ملوك الطوائف " للدكتورة سهى بعيون

د. سهى بعيون

1 / 8/ 2014

صدر حديثاً للدكتورة سهى بعيون كتاب بعنوان: "إسهام المرأة الأندلسية في النشاط العلمي في الأندلس عصر ملوك الطوائف" عن الدار العربية للعلوم ناشرون.

تتناول هذه الدراسة ازدهار الحياة علمية في عصر ملوك الطوائف، وكيف انعكس هذا الازدهار الفني والفكري على المرأة العربية الأندلسية. وسنرى المكانة السامية التي احتلتها يومئذ في المجتمع. وثقافتها العظيمة، ومشاركتها في مختلف العلوم في هذا العصر، وأبرز العلوم التي شاركت بـها. وتلقي الضوء على أسماء بعض من شاركن في هذه العلوم.

ينقسم البحث إلى مقدمة، وتمهيد، وخمسة فصول، وخاتمة واستنتاجات.

التمهيد: ويتناول العهود التي مرّت بالأندلس.

ويتناول الفصل الأول تعدد المراكز الحضارية في عهد ملوك الطوائف وأثره في الازدهار العلمي. وتنافس الملوك على العلوم أثره في الازدهار العلمي. كان من أثر ذلك التنافس بين ملوك الطوائف في تقريب النابغين من العلماء أن غلب على كل بلاط من بلاطات‍هم لون من ألوان العلم والأدب. فاجتذبوا العلماء إلى بلاطاتِهم وعملوا على تشجيعهم ورعايتهم، فكان لاهتمام ملوك الطوائف بالأدب والعلم وتشجيعهم للعلماء والأدباء أكبر الأثر في ازدهار الحركة العلمية والأدبية في هذا العصر.

ويتحدّث الفصل التاني عن المرأة الأندلسية ثقافتها ومكانتها الاجتماعية.

لقد تمتعت المرأة الأندلسية بمكانة عظيمة في المجتمع، فكانت انطلاقتها في المجتمع الأندلسي أوسع مما كانت عليه في البلدان العربية والإسلامية الأخرى. وتدخلت بعض هؤلاء النسوة في شئون الدولة، وساهمت في السلطة إلى جانب زوجها.

ويلقي هذا الفصل الضوء على الجواري في المجتمع الأندلسي. لقد كثُرت الجواري في بلاطات ملوك الطوائف، وكان هؤلاء الملوك يتنافسون في اقتناء الموهوبات منهنّ. وزادت العناية بتهذيبهنّ وثقافتهنّ، وكان لهن شهرة ذائعة في الأدب والشعر. ولقد كان نفوذ الجواري كبيراً جداً؛ لأنّهنّ تدخلن فعلياً في الحكم.

وكانت النساء في الأندلس أكثر تحرراً منهن في بقية البلدان الإسلامية. وكانت المرأة الأندلسية في عصر ملوك الطوائف أكثر تحرراً عن العصور السابقة. ولقد كان لبعض النساء منتديات أدبية يؤمها الرجال والنساء على حدّ سواء. وإنّ شعرهن دليلاً على المستوى من التحرر الذي تمتعت به.

وإنّ أكثر ما يلفت نظرنا في الحضارة الإسلامية في الأندلس، ما تميّزت به المرأة من ثقافة عظيمة. وقد حفلت الأندلس بنهضة نسائية عارمة منذ عهد ملوك الطوائف. فقد تلقت المرأة الأندلسية في هذا العصر نصيباً وافراً من العلم والمعرفة. وقد شاركت الرجل في عصر ملوك الطوائف في مجال التربية والتعليم. وشغفت النساء المثقفات كذلك بجمع الكتب وإنشاء المكتبات. وكانت للنساء الأندلسيات مشاركة في مختلف العلوم والفنون، وفي الأحداث الثقافية والفكرية لعصرهنّ.

ويتناول الفصل الثالث إسهام المرأة الأندلسية في العلوم الدينية. ففي عصر ملوك الطوائف ازداد عدد النساء التي كانت لهنّ مشاركة في هذه العلوم. فقد أسهمن في ازدهار علم الفقه وتعليمه لبنات جنسهن. وكان لهن مشاركة في نشاط الدراسات المتعلقة بالحديث وعلومه، وفي ازدهار علم القراءات.

كما يتحدث الفصل الرابع عن إسهام المرأة الأندلسية في الحركة الأدبية واللغوية.

إنّ مساهمة المرأة في الثقافة كانت تبرز في مجالات الأدب من شعر وإنشاء، ومناظرات أكثر من غيرها من العلوم.

وفي عصر ملوك الطوائف برزت أسماء سيّدات متأدّبات كنّ يتردّدن على المنتديات الأدبية. ولقد تحول بيوت بعضهنّ إلى أندية تجمع رجال الأدب والعلم، لرواية الشعر والأدب والأخبار.

وقد حفل عصر ملوك الطوائف بالشاعرات وكان لكل دولة شاعرات‍ها التي اختصت بِها. ولقد أسهمت شاعرات الأندلس في دفع موكب الشعر أشواطاً نحو الرقي والتقدم. وإنّ شعرهنّ يتراوح بين الجد والمحافظة وبين الانطلاق والتحرر.

ولقد عالجت المرأة الأندلسية معظم الأغراض الشعرية، كالمدح، والهجاء، والغزل، ووصف الطبيعة.

ولقد تفنّنت الشاعرة الأندلسية في وصف الطبيعة حتى فاقت زميلتها المشرقية. وقد اشتهر في هذا الغرض الشعري عدد من الشاعرات، كما برز بعض النساء في الأدب والكتابة.

أما الفصل الخامس فيلقي الضوء على إسهام المرأة الأندلسية في العلوم الطبية.

لقد ازدادت العناية بدراسة الطب والصيدلة في عصر ملوك الطوائف والعصور التي تلاه. وكانت للنساء الأندلسيات إسهام في هذا العلم، حتى أنّ نساء الملوك كنّ في غنى عن الأطباء بالطبيبات.

لقد وجدت المرأة في الأندلس التشجيع والتقدير، والحافز على استكمال شخصيتها. فشاركت في النهضة الثقافية في عصرها. وتضافرت في عصر ملوك الطوائف جميع عناصر التشجيع لتحفيزها على العطاء. فازدادت مشاركتها في الثقافة والعلوم وأدّى ذلك إلى ازدياد الازدهار العلمي في هذا العصر.