فضيلة الكلام والصَّمت

 

٭ قال محمد بن عجلان:

إنّما الكلام أربعة: أن تذكر الله، وتقرأ القرآن، وتسأل عن علم فتخبر به، أو تكلّم فيما يعنيك من أمر الدنيا.

٭ قال شميط بن عجلان:

يا ابن آدم إنّك ما سكت، فأنت سالم، فإذا تكلّمت فخذ حذرك، إمّا لك وإمّا عليك.

٭ وكان أعرابيّ يجالس الشَّعبيّ، ويُطيل الصَّمت، فقال له الشَّعبي يوماً: ألا تتكلّم؟

فقال: أسكت فأسلم، وأسمع فأعلم؛ إنّ حظّ المرء من أذنه له، وفي لسانه لغيره.

٭ رُوي أنّه دخل لقمان الحكيم على داوود ـ عليه السلام ـ وهو يسرد درعاً، فجعل يتعجَّب مما رأى، فأراد أن يسأله عن ذلك، فمنعته حكمته، فأمسك. فلمّا فرغ داوود ـ عليه السلام ـ قام ولبس الدرع، ثم قال: نِعْم الدِّرْعُ للحرب.

فقال لقمان: الصَّمْت حكم، وقليل فاعله.

٭ وسُئل ابن المبارك عن قول لُقمان لابنه:

إن كان الكلام بطاعة الله من فضَّة، فإنّ الصمَّت من ذهب.

فقال: معناه لو كان الكلام بطاعة الله من فضَّة، فإنّ الصَّمت عن معصية الله من ذهب.