د. سهى بعيون
1 / 2/ 2013
وتعترينا الدهشة حقاً عندما نلحظ ما أحرزه المفكرون العرب الأُوَل من تقدم، لا سيما عند «مقارنة» هذا التقدّم بحالة العرب بوجه عام في الوقت الحاضر.
فتح المسلمون الأندلس في رمضان، جاهدوا وهم صائمون وقضوا عيدهم يقاتلون، وأقاموا بعد ذلك مجتمع المحبة والعدالة التي أنتجت الحضارة والتراث الرفيع. أقاموا ذلك بالإسلام ويوم تركوه خرجوا من تلك الديار. دخلوا الأندلس بالإسلام وبدونه خرجوا. خضعت لهم الأندلس عندما كان إيمانهم قوياً متضامنين فيما بينهم، وعندما ضعف إيمانهم وشغلتهم الدنيا والترف، وتفككوا وضعفوا، وحاربوا بعضهم بعضاً، سقط منهم هذا المجد وهذا الكنز.
ونذكر هنا موقف آخر ملوك غرناطة وهو أبو عبد الله الصغير. فحين ترك غرناطة بعد سقوطها وقف في خارجها عند تلّ البَذول ليُلقي على غرناطة نظرة الوداع الباكية والحسرة الدامعة، وكانت معه أسرته فقالت له أمّه عائشة:
إبكِ مثلَ النساءِ مُلكاً مُضاعاً لم تحافظ عليه مثلَ الرجالِ
إنّها صفحة من تاريخ ماضينا جديرة بالتفكّر، خليقة بالتذكّر..