ماذا أصاب المسلمين؟

ماذا أصاب المسلمين؟ ولماذا تخلّفوا؟ وحلّ بِهم الفقر محل الغنى؟ وانتشر بينهم الجهل وانحسر العلم؟ واتبعوا الآخرين وصاروا مقودين بعد أن كانوا قادة؟

 

إنّ ما أصاب الأمّة في هذه العصور المتأخرة أمر يدعو إلى الأسى، حيث حلّ التقليد محل الاجتهاد، وظهر التعصّب القاتل بين أهل الفرق والمذاهب، وانتشرت عوامل الضعف والتفتت في المجتمعات، وبذلك دَبّ الضعف والهوان في هذه الأمّة التي شاء الله أن تكون خير أمّة أخرجت للناس.

 

إنّ الواجب علينا في ظل هذه المخاطر والتحديات التي تواجهنا، أن نبادر إلى تصحيح أخطائنا الاجتماعية، ونتماسك أمام مختلف الفتن والمؤامرات. وأن نتعاون فيما بيننا لبناء حضارة متميزة تستطيع أن تواجه كل الأخطار، وأن تعود للصدارة من جديد.

 

للنهوض بأمتنا وبناء حضارة متميزة منفتحة، علينا أن ننشئ جيل معتزّ بتاريخه وحضارته، تكون له شخصية مستقلة متميزة تستعصي على الذوبان في غيرها. وغرس فكرة الحرية في هذا الجيل، ففي جو الحرية تظهر الأفكار في النور. إنّ لغة الحوار يجب أن تسود، وإنّ خطاب العقل يجب أن يسود، وحب العلم يجب أن يقود مسيرة حياة هذه الأمّة، هذا هو السبيل إذا أرادنا أن نعود للصدارة من جديد.

 

د. سهى بعيون