ثمار التوكّل

التوكّل على الله تعالى عبادة من أفضل عبادات القلوب، ومن أعظم ثمرات الإيمان. التوكّل هو تفويض الأمر إلى الله عزّ وجلّ في كل حال، وحسن الظنّ به. ولقد جعل الله تعالى التوكّل من الأوصاف الأساسية للمؤمنين الصادقين، فقد قال تعالى: «إنّما المؤمِنونَ الذين إذا ذُكِر اللهُ وجِلَتْ قُلوبُهُمْ وإذا تُلِيَتْ عَلَيهِم ءَاياتُهُ زادَتْهُمْ إيماناً وعلى ربِّهِم يتوكَّلون»[سورة: الأنفال، آية: 2]
 
والتوكّل أعظم مقام موسوم بمحبة الله صاحبُه فقد قال تعالى: «إنّ الله يُحِبُّ المُتَوَكِّلين»[سورة: آل عمران، آية: 159].فمن توكّل على الله تعالى فهو كافيه ومراعيه، ومن توكّل عليه فقد فاز الفوز العظيم. فقد قال تعالى في بيان أثر التوكّل: «ومَن يَتوكَّلْ على اللهِ فهو حَسْبُهُ» [سورة: الطلاق، آية:3]. وقال الله عزّ وجلّ: «ومنْ يتوكَّلْ على اللهِ فإنَّ الله عزيزٌ حَكيمٌ»[سورة الأنفال، آية 49].
 
لما أُلقي إبراهيم عليه السلام في النار قال: حسبنا الله ونِعمَ الوكيل، فجعله الله عليه برداً وسلاماً.
((حسبنا ونِعمَ الوكيل)): قالها إبراهيم لما أُلقي في النار، فصارت برْداً وسلاماً. وقالها محمد صلى الله عليه وسلّم في أُحُد، فنصره الله تعالى.
 
من ثمار التوكّل على الله تعالى الأمل في الفوز بالمطلوب، وانفراج الكرب. ويشعر المتوكّل على الله تعالى بقوة نفسية روحية، تصغر أمامها القوة المادية. فالتوكّل على الله تعالى، شحنة نفسية، تملأ المؤمن بروح التحدّي والعزم والإصرار. فإنّ أصل قوة القلب التوكّل على الله تعالى، فمن توكّل لا يهتمّ، ولذلك فإنّ من توكّل على الله تعالى ذلّت له الصعاب، وتسهّلت عليه الأسباب، لأنّ من توكّل على الله تعالى كفاه. فإنّ حاجة المسلم إلى التوكّل حاجة شديدة.
ومن ثمار التوكّل على الله تعالى: سكينة النفس، وطمأنينة القلب. ومن ثمار التوكّل العزّة، التي يحسّ بِها المتوكِّل، والرضا الذي ينشرح بِه الصبر.
 
أحسن الظن بالله تعالى وانتظر منه كل خير، فوِّض الأمر إليه، وتوكّل عليه، وانتظر الفرج منه. توكّل عليه في جميع أمورك، توكَّل على القوي الغني ذي القوة المتين، ليخرجك من الكربات، واجعل شعاركَ: حسبنا الله ونِعم الوكيل.
 
د. سهى بعيون