قصص حب تبدأ وتنتهي عبر الإنترنيت

نسال أنفسنا هل هناك حب عبر شبكة الانترنت؟ إذا كان هناك حب هل هو مثمر؟ هل هو حب في الله؟ هل هذا الحب فيه رضى الله تعالى؟ وما نهاية هذا الحب وبماذا تتصل حباله هل هي متينة أم واهية كخيط العنكبوت؟  

 

تعتبر شبكة الإنترنيت حالياً من أكثر الطرق المتبعه في التعارف بين الشباب والشابات. يتحدّثون ويتسامرون، و تبدأ الحكاية بين الواقع و الخيال، ويعيشون قصص حب بين أحضان الإنترنيت. وفي الغالب يكتشفون استحالة التواصل الحقيقي، يصطدمون بالواقع، ونادراً ما يحصل ارتباط جدي. تبدأ القصة وتنتهي بين أحضان الإنترنيت .

 

الحب عبر شبكة الإنترنيت من أكبر المصائب التي تواجه الكثير من الشباب. معظم حالات الحب عبر الإنترنيت هي كذبه كبيرة، كل شخص يقدم أفضل ما عنده ويطلق على نفسه أفضل الألقاب. كل طرف يؤكد الإخلاص لحبيبه، وتكون كلمة أحبك أسهل كلمة يقولها الشاب أو الفتاة على الماسنجر. وفي أكثر الأحيان يبني الشاب علاقات غرامية عديدة، فهنالك الكثير من التلاعب بمشاعر الآخرين. وكذب ينسجه الشاب على الشات، و تكون الصدمة حين يُكتشف العكس.  

 

وفي كثير من الأحيان ينتاب الشاب الشك، ويتساءل هل أنا الوحيد في حياتها؟ وينهي الشاب مشروع الإرتباط، دون معرفة الإجابة، وتنتهي هذه العلاقة. وأحياناً كثيرة يصادف الشاب فتاة أخرى،  فيهجر حبيبته السابقة فجأة وبدون سابق إنذار، ويبني علاقة جديدة مع فتاة أخرى ، وهكذا.

 

ومن مخلّفات هذا الحب الخاوي الطبيعية حرقة قلب، سهر ليل, ووجع رأس. إنّ هذا النوع من الحب مجرد تسلية ومضيعة للوقت، ومشاعر مؤقتة تنتهي غالباً بالفشل. علينا أن لا نندفع في مشاعرنا ونحن نعلم انها باطله مؤقته زائلة.

 

إنّ نجاح العلاقات العاطفية عبر الانترنت نادرة جداً، من المستبعد أن تكون نهاية هذا الحب الزواج. وحتى لو انتهت هذه العلاقة بالزواج، تبدأ رحلة الحياة الحقيقية وتبدأ الشكوك، وبالشك تفقد الثقه بين الزوجين، وبفقدها ينعدم الاستقرار في الحياة الزوجية، ولن تكون هناك راحة ولا حب حقيقي ولا تفاهم لأن كل واحد منهما يعرف حقيقة الآخر.

 

على العاقل ان لا يستمر في مثل هذه العلاقات، ولا يفكر بها مطلقاً وليكن على علم أن لا خير فيها حتى لو كان حب يفوق الوصف، هذا حب لا خير فيه ولا راحة فيه ولا فائده منه، حب في غير رضى الله تعالى.

 

الحب الحقيقي قائم على الصدق والوفاء والإخلاص، ومحصور في إطار الشرع، ونهايته الطبيعية تكون الزواج، هل هذا هو هدف الحب عبر الإنترنيت؟

نسأل الله تعالى الهدى والتُّقى والعفاف والغِنى إنّه سميع مجيب.

 

د. سهى بعيون