لحظة هدوء وسكينة وتأمّل

 

الهدوء حالة غنية بالطاقة وبالصحة معاً. لو نظرت إلى الطبيعة ستجد أن كل شيء يحدث أو ينمو في هدوء وسكون تام، فالشمس تشرق في هدوء وتغرب في هدوء، القمر يظهر في هدوء ويختفي في هدوء. الشجر والورود والأزهار... راقب غروب الشمس، تمعّن فيه، ستجد نفسك في هدوء تام.

 

كلما أحسست بالحزن والتعاسة، ما عليك إلا القيام بحركات بطيئة. إفعل كل شيء ببطء وتمهّل وهدوء، لعدّة أيام فقط، إن أردت السير، فسر على مهل، أبطأ مما كنت تسير من قبل. كل ببطء، وامضغ الطعام لمدة أطول. حين تتصرف ببطء سيتباطأ كل شيء في حياتك. هكذا ستشعر أنك بخير، لا حزن، لا تعاسة، لا غضب. إنها تجربة رائعة، فالتمهل هذا، سينعكس على كل حياتك وردّات فعلك.

 

قم بالتنزه في مكان هادئ، قم بتمشية ممتعة، تأمّل جمال الطبيعة وسحرها، وتأمّل ألوانَها الزاهية، في لحظة هدوء وسكينة وتأمّل. اجلس في مكان هادئ، وتنفس بِهدوء، استنشق الهواء المنعش، وفكّر في أشياء سارّة. فالقيام بتمشية منعشة يقضي على الضغط والتوتر. دع سحر المشي الرائع يقودك للطريق الآمن للاسترخاء المريح، والهدوء والسكينة. التأمّل يمنحك الاستراحة، جسدياً وعقلياً. لتكن كل لحظة في حياتك لحظة تأمّل، حتى وأنت تقوم بأي حركة.

 

استمتع بالنظر إلى الصباح عند طلوعه، فإنّ له جمالاً وجلالاً وإشراقاً يفتح لك الأمل والتفاؤل. وتخيّل في ذهنك شروق الشمس، وبأنّ الشمس ستشرق مجدداً وأن يوماً جديداً سيبدأ وسترى كيف تتفتح الزهور.

 

تخيّل أنّك سعيد إلى أبعد الحدود، عند الصباح، إنهض والابتسامة على شفتيك والأمل يشع من عينيك، أنظر إلى الطبيعة. مجّد الله سبحانه وتعالى على ما أعطاك. إجعل مزاجك نقيّاً، دع الأمل يسيطر عليك. لا تنسَ، أنّك أنت وحدك صانع سعادتك، وأنت صانع تعاستك. ابتسم للحياة، واجعل حياتك كلها رائعة، ولتكن كل لحظة في حياتك لحظة هدوء وسكينة وتأمّل.

د. سهى بعيون