الوقت هو الحياة

 
الوقت هو أثمن ما نملكه في الحياة، بيد أننا نتفنن في إضاعته وقتله، والتفريط فيه. غير عابئين بأننا في حقيقة الأمر نقتل أنفسنا، فالوقت هو الحياة.
ولقد أكّد الرسول صلى الله عليه وسلم وبشكل كبير على خطورة إضاعة الوقت بقوله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مَغْبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصِّحةُ، والفراغُ»، أي أنّ هناك نعمتان من الله أنعم بِهما على الإنسان لكنه لا يستغلهما الاستغلال الأمثل وهما الصحة والوقت.
وقال صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هَرَمِك، وصحتك قبل سَقَمك، وغناكَ قبل فقرك، وفراغَكَ قبل شُغْلِك، وحياتك قبل موتك».
كل الحضارات الإنسانية أكدت على أهمية الوقت، وكل الفلاسفة والحكماء حذروا من خطر التفريط فيه وإضاعته.
قال الإمام الحسن البَصْريُّ: «ما من يوم ينشق فجره، إلاّ ويُنادى: يا ابن آدم، أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منّي، فإنّي إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة».
ليس هناك عاقل يبذر وقته، ويضيع ساعاته، لأنّه في حقيقة الأمر يقتل حياته، أو كما قال العالم الجليل الحسن البصري: «يا ابن آدم، إنّما أنت أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك».
وقالت رابعة لسفيان: «إنّما أنت أيام معدودة، فإذا ذهب يوم، ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكلُّ، وأنت تعلم فاعمل».
وأنشد أبو الوليد الباجيّ:
إذا كنت أعلم علماً يقيناً    بأنَّ جميع حياتي كساعة
فلِمَ لا أكون ضنيناً بِها       واجعلها في صلاح وطاعة
 
ويقال: الوقت كالسيف، إن لم تقطعه، قطعك.
والعاقل هو الذي يستغل وقته بشكل منظّم ومثالي، ولا يسمح للصغائر بأن تشغله، وتستحوذ على عمره.
الوقت هو أثمن ما تملكه، وأعظم ما يمكنك استثماره، هو حياتك ودنياك، هو حاضرك ومستقبلك. أن تضيعه يعني ببساطة أن تضيع حياتك، وتفرط في أحلامك وأمانيك.
تعامل مع وقتك بجدية، بحزم، بقوة. وكن من الفئة المتميزة التي تدرك جيداً قيمة وقتها وأهدافها وطموحاتِها.
 
د. سهى بعيون