المثابرة أساس النجاح

 من أراد النجاح فلا بد من أن يحمل معه واحدة من أهم وسائله وهو المثابرة. يقول أحد الحكماء: إنّ المثابرة على الشيء هي بنت الإرادة وأمّ النجاح.
قلّما يأتي النجاح بغير المثابرة، وقلّما تنتهي المثابرة بغير النجاح. إنّ المثابرة هي الاستمرار في العمل حتى إن‍هائه.
لقد سُئل أحد الناجحين عن معنى المثابرة، فقال: إنّها ثلاثة أشياء: أولاً: الاستمرار في العمل، ثانياً: بذل المحاولات المتكررة، ثالثاً: الإعادة مع بعض التغيير اللازم.
تتطلّب المثابرة إعادة المحاولة دوماً وباستمرار بعد كل خطوة فاشلة. إنّ الفشل الحقيقي هو الكف عن المحاولة، والقبول بالفشل، وفقدان المثابرة أحد أهم أسباب الفشل. كن كالنملة في المثابرة، فإنّها تصعد الشجرة مائة مرة وتسقط ثم تعود صاعدة حتى تصل، ولا تكلّ ولا تملّ. يُذكر عن العالم الراحل إديسون أنّه جرّب ما يقارب الألفي مادة، إلى أن اهتدى لسلك الفحم المناسب لاشتعال مصلحه الكربائي.
فالرجال الناجحون كانوا أناساً عاديين ولكن كلهم كانوا من أهل الجددّ والمثابرة. وإنّ الصبر نوع خاص من المثابرة، ويتطلّب الصبر بالتأكيد تحمّل بعض المشاق والمعاناة غير المرغوبة لوقت معيّن. وإنّ الناجحين يلاقون في طريقهم تحديات وعوائق، ولكن يواجهون التحديات والعوائق بثبات وصبر وطاقة خلاّقة. فالمثابرة تفتح أمام الإنسان كل الأبواب الموصودة. فمن عنده همّة وثّابة، ونفس متطلّعة، وصبر جميل، أدرك العلياء.
ثب وثباً إلى العلياء فإنّ المجد مناهيه. وبقدر همتّك وجدِّك ومثابرتك يكتب تاريخك، والمجد لا يُعطى جزافاً وإنّما يؤخذ بجدارة ويُنال بتضحية، وسهر ومشقّة.
فالمثابرة هي مظهر فعلي من مظاهر الثقة بالمستقبل، وهي من أهم أركان النجاح، وهي شرط من شروط الوصول إلى الهدف. فمن المهم دائماً أن تصل إلى أهدافك في النهاية.
 
د. سهى بعيون