دور المرأة المسلمة في إصلاح المجتمع

المرأة المسلمة عضو في مجتمع الإسلام، فهي مؤثِّرة ومتأثرة به، لا شكّ في ذلك؛ فهي ليست هامشية فيه أو مهملة. لها حضور اجتماعي واضح في كل ما هو نافع، وهكذا ينبغي أن يكون. 

إنَّ المرأةَ من وِجهة نظر الإسلام، تستطيع أن تكون مؤثرة في جميع التحولات الاجتماعية، لأنّ من إحدى مسؤولياتها كما الرجل إصلاح المجتمع. ففي القرآن الكريم يخاطب الله تعالى المرأةَ والرجل على قدم المساواة في خصوص التقوى وتجنُّب الأعمال السيئة.

 لقد فتح الإسلام أمام المرأة كلّ ساحات الخير، ففتح لها الإسهام النافع في بناء المجتمع ورِفعة الحياة الفاضلة، وشرَّع لها الأبواب عالية في إطار الأخلاق الصالحة، والاستقامة الواضحة.

 لقد أثبتت المرأة المسلمة وجودها داخل المجتمع، وشاركت بقوة في الحياة العامة، وساهمت في نشر الدعوة أيضاً. ولقد أثبتت مشاركتها أنّ  لها دور مهم في الإصلاح. المرأة قادرة على تغيير مجرى الاحداث مما يؤهلها لأن تكون عضواً مهماً فعّالاً لا يمكن تنافيه أو تجاهله في المجتمع. فلقد عكست الصحوة الإسلامية لدى المرأة المسلمة وعيها بدورها المصيري والمؤثِّر في إصلاح المجتمع. لقد قامت المرأة وتقوم بدور متميّز في الثورات العربية جنباً إلى جنب مع الرجل، من أجل تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية.

 إنطلاقاً من هذه الثورات والتفاعلات والتغييرات الجذرية، التي تحصل على جميع المستويات في المجتمعات العربية والإسلامية، أن تشمل هذه التغييرات طبيعة التعامل مع دور المرأة، كعضو فاعل في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. كما ينبغي أن تتغير مفاهيم الرجل عن المرأة، وأن يؤمن بأهمية دورِها ومشاركتها في جميع مناحي الحياة.

وعلينا أن نعطيها بعض التشجيع، ونُفسح أمامها بعض المنافذ. ولا بدّ من الاهتمام والتطوير المستمر للبرامج والمواد الإعلامية والثقافية، لأنّها مسؤولة مسؤولية مباشرة في هذا المجال للقيام بمهام التحفيز وإعداد المجتمع للتغيير، بإبراز أهمية المرأة، ودورها في المجتمع، وتعظيم هذا الدور.

 على المرأة المسلمة مواصلة إثبات وجودها داخل المجتمع، ومواصلة دورها المؤثر في إصلاحه. إن مشاركتها في تنشئة المجتمع أمر ضروري، وواجب تفعيله بكلّ ما تملكه من قدرة واستطاعة ومؤهلات علمية وتربوية، وإمكانات مادية ومعنوية. وأن تشارك في أعمال البِر والخير، من خلال منابر متعددة وظيفية أو جَمعية أو فردية. فعليها أن تشارك بالمحاضرات والندوات والنشاطات الاجتماعية الطيبة والمتنوعة؛ فتصبح تلك فرصة طيّبة لها للتعلّم والتعليم وتوجيه الأجيال، فتستفيد وتفيد في آن واحد، وربّ كلمة طيبة ونَصيحة مخلصة، تأخذ بيد الأمهات والمعلمات والمربيات نحـو الخير، وتَصل بالنشء إلى التقـدّم والفلاح.

 على المرأة المسلمة أن تستنهض همتَها من أجل إحياء حضاريٍ، يصل مستقبل المرأة بحاضرها وماضيها، وتؤسّس تَصوراً صحيحاً للأجيال القادمة من النساء، على غرار ما أسّسته التي سلَفتها من النساء اللواتي صنعن مجداً وحضارات يشهد لهن التاريخ الإسلامي.

د. سهى بعيون