دور التفاؤل في دعم مسيرة النجاح

للتفاؤل دور كبير في دعم مسيرة النجاح. وإنّ تحقيق الأحلام يتوقّف على مدى القدرة على التفاعل الإيجابي مع سائر المخاوف. وإنّ التشاؤم واليأس، يقلّلان من العزيمة والهمة نحو تحقيق الهدف.
 
إنّ النظرة تجاه الأشياء هي غاية في الأهمية، هي مفتاح للسعادة، وهي الوصفة السرية وراء نجاح القادة والعظماء. إنّ النظرة تجاه الأشياء هي عبارة عن وجهة النظر التي من خلالها نرى الحياة، فحياتك ستكون انعكاس لنظرتك تجاه الأشياء. فأنت الذي تلوّن حياتك بنظرك إليها، فحياتك من صنع أفكارك، فلا تضع نظارة سوداء على عينك. فلا تتوقّع الحوادث، ولا تنتظر السوء، ولكن توقّع الخير وكن دائماً متفائلاً، وركّز طاقتك على النتائج الإيجابية التي ستحصل عليها، فالتفاؤل يقود إلى النجاح.
 
عليك بتدريب نفسك على التفاؤل والإيجابية، اختر الكلمات التي تحمل معنى الإيجابية. استمتع بالنظر إلى الصباح عند طلوعه، فإنّ له جمالاً وجلالاً وإشراقاً يفتح لك الأمل والتفاؤل. تأمّل جمال الطبيعة، وتأمّل ألوانَها الزاهية، وابتسم للحياة. وتخيّل في ذهنك شروق الشمس، فإنّك بذلك ترفع كثيراً من معنويات طاقاتك النفسيّة.
استعِدْ ذكرى تجاربك السعيدة، فكّر كل صباح لدقيقة فقط في مواقف سابقة كهذه، كنت خلالها بغاية السعادة. تستطيع بذلك أن تحيي ذكرى ذلك الشعور من جديد في داخلك، فتذكّر دائماً إنجازاتك لتشعر بالسعادة.
 
ومن أجل تدعيم مسيرتك نحو النجاح عليك بالجليس الصالح المتفائل، فإنّه يهوِّن عليك الصعاب ويفتح لك باب الرجاء. الإنسان المتفائل الإيجابي يقوّي من عزيمتك. فليكن لديك صديق يذكرك دائماً بالسمات الإيجابية التي تتمتع بِها. تحدّث إلى أصدقاء وأشخاص يتصفون بالإيجابية، والأشخاص الناجحين الذين يمكن أن يساعدوك على المضي قدماً.
 
ابتعد عن الجليس المتشائم السلبي، فهو يقلّل من عزيمتك. فإنّه يسوّد الدنيا في عينك، تريه الزهرة فيريك شوكها. المتشائم لا يرى جيداً، لأنّه لا يرى الأشياء الجميلة أبداً، والمتشائم لا يسمع جيداً، لأنّه لا يسمع الأخبار الحلوة أبداً، وهو يشعر بالألم أكثر مما يشعر بالغبطة، بالنسبة له كل شيء مظلم وكئيب وحزين.
 
التفاؤل يقود إلى النجاح، وهو مفتاح السعادة، فعليك أن تدرّب نفسك على التفاؤل. وتعلّم أن تنظر إلى الأشياء من الجانب الإيجابي. إنّ لذة الحياة وجمالها ومتعتها أضعاف مصائبها وهمومها. تفاءل ولا تيأس، وأحسن الظن بالله تعالى وانتظر منه كل خير، واعلم أنّ مع العسر يسراً، فإذا اشتد عليك الأمر وضاق بك الكرب فانتظر الفرج.
 
د. سهى بعيون