الإيمان مفتاح النجاح
الإيمان جزء لا يتجزأ من كل القواعد التي تؤدي إلى النجاح. إنّ بين النجاح والإيمان تحالفاً لا يزول، وترابطاً لا ينفصم.
الإيمان معناه الاعتقاد بقوة عُليا تُدبّر هذا الكون لا يخفى عليها شيء، ولا تعجز عن شيء، الاعتقاد بإله قدير رحيم، يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، يمنح الجزيل، ويغفر الذنوب. المؤمن الذي يعتصم بالله تعالى، يعيش على أمل لا حدّ له، إنّه دائماً متفائل. فالإيمان والأمل متلازمين، المؤمن أوسع الناس أملاً، وأكثرهم تفاؤلاً وأبعدهم عن التشاؤم. قلّما تُصيب المحن الشخص الذي يكون حارساه الأمل والإيمان. والإيمان لا بدّ منه لتقدّم العلوم، والأمل لا بدّ منه لنجاح الرسالات والنهضات.
الإيمان يعطي الشجاعة والثقة والعزيمة. فالإيمان بالله تعالى يجعل الإنسان قويّاً في إرادته فيستهين بالمشاكل بالتوكّل على الله تعالى. فالمؤمن قويّ، لأنّه يستمدّ قوته من الله العلي الكبير، الذي يؤمن به ويتوكّل عليه، ويعتقد أنّه معه حيث كان، وأنّه ناصر المؤمنين، وخاذل المبطلين. قال تعالى: [ومنْ يتوكَّلْ على اللهِ فإنَّ الله عزيزٌ حكيمٌ](سورة الأنفال، آية 49). والتوكّل على الله تعالى حافز، وشحنة نفسية، تملأ المؤمن بروح التحدي والعزم والإصرار، وتدفعه إلى الإقدام، وتعطيه الشجاعة في اقتحام الصعاب. فمن توكّل على الله تعالى ذلّت له الصعاب، وتسهّلت عليه الأسباب، من توكّل على الله تعالى كفاه.
الإيمان هو المزيج من الاعتقاد والعمل الصالح معاً، والمزيج من التعاليم والقِيم التي يستعين بِها الناجح في أداء أعماله. إنّ المؤمن يوقن أنّ السعادة في الآخرة والنجاح في الدنيا موقوف على العمل. الجنّة في الآخرة لأهل الجد والعمل والإتقان. قال تعالى: [وتِلكَ الجنَّةُ التي أُورِثْتُموها بما كُنتم تعْمَلون] (سورة الزخرف، آية 72).
فالإيمان الذي يقترن بالعمل، هو الذي يتحوّل إلى نجاح في الحياة وفلاح في الآخرة. المؤمن لا يكتفي بالاندفاع الذاتي إلى العمل، بل يهمّه أن يتقنه، ويبذل جهده لإحسانه، لاعتقاده الجازم أنَّ الله يرقبه في عمله.
فالإيمان مفتاح النجاح، يجعل الإنسان أكثر تفاؤلاً وأملاً، ويعطيه القوة والهمة والعزم والإصرار والشجاعة لتحقيق هدفه. والإيمان يدفع الإنسان لإتقان عمله وتحسينه، الذي هو أساس النجاح. وإنّ النجاح الحقيقي هو النجاح مع الله تعالى، فالمطلوب من النجاح في هذه الحياة ما لا يمنع عنك الفوز في الدار الآخرة. وإنّ النجاح بالإيمان هو النجاح الذي يجمع بين الدنيا والآخرة.
د. سهى بعيون