وبشّر الصابرين

إنّ الصبر من أرفع مقامات الدين، ومن أعظم أخلاق المؤمنين، فقد جعله الله تعالى في القرآن الكريم مفتاح كل خير، وباب كل سعادة في الدنيا والآخرة.

 

ومن هذه الخيرات معيّة الله تعالى للصابرين: «إنَّ اللهَ مَعَ الصابِرين» (سورة البقرة، آية 153) ، وهي معيّة خاصة تتضمّن الحفظ والرعاية والتأييد والحماية.

مما يعين الإنسان على الصبر اليقين بإنّ نصر الله قريب، وأنّ فرجه آت لا ريب فيه، وأنّ بعد الضيق سعة، وأنّ بعد العُسر يُسراً، وأنّ ما وعد الله به المؤمنين من النصر لا بدّ أن يتحقق. وتيقّن بأنّ الفرج آت، وهذا اليقين يبعد القلق واليأس عن النفس، ويضيء الصدر بالأمل في النجاح، والثقة بالغد.

 

اصبر صبر واثق بالفرج، عالم بحسن المصير، اصبر مهما أظلمت أمامك الطرقات، فإنّ النصر مع الصبر، فمن اتبّع الصبرَ، اتَّبعه النصر، فقد قال الله تعالى: «وبَشِّرِ الصَّابرينَ» (سورة البقرة، آية 155).

 

ومما يعين الإنسان على الصبر أن يستعين بالله تعالى ويلجأ إليه، ويشعر أنّه في رعايته وحمايته. ومن كان في حمى ربه فلن يُضام. وفي هذا يقول الله تعالى في خطاب المؤمنين: «وَاصْبِروا إنَّ الله مَعَ الصابرين» (سورة الأنفال، آية 46).

ومما يعين على الصبر التأمّل في سير الصابرين، وما لاقوه في طريق حياتهم من عقبات وتحدّيات.

 

الحياة ليست كلها مفروشة بالأزهار، فهي طريق تختلط فيها الأشواك بالأزهار، وتمتزج فيها الآلام بالملذات، والمحاب بالمكاره. اصبر ولا تيأس، فإنّ اليأس من أعظم عوائق الصبر. فالصبر هو أحد أسباب النجاح، ومن الأمثال السائرة: الصبر مفتاحُ الفرج.

 

د. سهى بعيون