لحظة هدوء

 
إنّ حالة الهدوء الداخلي هي حالة غنية بالطاقة وبالصحة معاً. ويستطيع المرء بلوغ أهدافه بطاقات جديدة وبنجاح فقط حينما يقدر على التخلي عن التفكير الدؤوب بِهدفه لبعض الوقت. ويتأتى النجاح فقط من تفاعل العمل تارة وتركه تارة أخرى. من الضروري بالطبع توجيه الطاقات الداخلية نحو الهدف، ولكن ترك الهدف وعدم التفكير به لوقت قصير، ولو لبعض الوقت، بين الحين والآخر أمر هام أيضاً، فإنّ ذلك سيعطي القوة للاستمرار.
 
عندما تزداد الضغوط لا بدّ من الترويح عن النفس، وذلك لتخفيف وطأتِها على الجسد والروح. الاسترخاء المؤقت وليس الهروب، عامل جيد لمواجهة الضغوط. لا بدّ من الاهتمام بالاستراحة، والنوم حسب المطلوب، فالإرهاق يؤدي إلى الانْهيار.
 
إنس العمل لبعض الوقت، واجعل لنفسك وقتاً للراحة وللاسترخاء بعد عمل شاق. لا بد من وقفة، من استراحة، فإنّ ذلك سيعطيك القوة للاستمرار. ضع نفسك في حالة الاسترخاء الجسدي، والذي يمثّل الخطوة الأولى على طريق الهدوء النفسي الداخلي، مارس عمليات التأمّل المختلفة.
 
ابتعد عن الضجيج، قم بالتنزه في مكان هادئ، قم بتمشية ممتعة، تأمّل جمال الطبيعة وسحرها، وتأمّل ألوانَها الزاهية، في لحظة هدوء وسكينة وتأمّل. اجلس في مكان هادئ، وتنفس بِهدوء، استنشق الهواء المنعش، واطرد من داخلك الهواء الملوث، وفكّر في أشياء سارّة وفي إنسان تحبه. دع الأفكار الإيجابية تدخل وتخلّصك من الأفكار السلبية، من القلق والتعب النفسي. فالقيام بتمشية منعشة يقضي على الضغط والتوتر. المشي يعمل كمسكّن ومهدئ ليساعدك على الاسترخاء. دع سحر المشي الرائع يقودك للطريق الآمن للاسترخاء المريح، والهدوء والسكينة. استمتع بالنظر إلى الصباح عند طلوعه، فإنّ له جمالاً وجلالاً وإشراقاً يفتح لك الأمل والتفاؤل.
استمر بالعمل بجد ونشاط ولكن لا تنسى من وقت لآخر أن تأخذ لنفسك وقتاً للراحة، وابتسم للحياة.
 
د. سهى بعيون