إختر أن تكون سعيداً

هل تبحث عن السعادة؟ هل تريد السعادة؟ إنّها في تفكيرك، في داخلك في إرادتك المتفائلة، في نظرك تجاه الأشياء من حولك، تستطيع أن تكون سعيداً، ولكن عليك أن تختار، أن تقرر ذلك. حينما تصمّم أن تشعر بالسعادة، فسوف يتحقّق لك ذلك بالتأكيد، فقط عليك أن تريد ذلك فعلاً. إنّ الحياة قصيرة فلا تقصّرها أكثر بالحزن والنكد. باختيارك للسعادة تحيا حياة هنيئة وتحقّق أهدافك بشكل أسهل.
 
السعادة كالعطر الجميل، السعادة تفرح القلب وتجلب القوة. وسوف يساعدك فرحك بالحياة في تحقيق أهدافك بشكل أسهل وأسرع. حينما تفعل شيئاً ما بفرح وسرور، فسيتكلّل جهدك أيضاً بالنجاح، وإنّ فرحة النجاح لا تساويها فرحة.
 
إن كانت نفسك سعيدة رأيت السعادة والجمال، وإن كانت نفسك حزينة متشائمة رأيت الضيق والقبح. أنظر دائماً إلى الأشياء من الجانب المشرق، وحوّل خسائرك إلى أرباح. فلكي تشعر بالسعادة ينبغي أن توجه اهتمامك نحو الأشياء الجميلة في الحياة، حينما تعمل بذلك ستكتشف سريعاً أنّ دواعي وأسباباً كثيرة تستدعي فرحك وسعادتك.
 
استيقظ صباحاً وأنت سعيد، وركّز انتباهك على الأشياء الإيجابية، وابدأ يومك بنظرة سليمة تجاه الأشياء، فالإبتسامة مفتاح السعادة. احتفظ بابتسامة على وجهك، إن معالم الوجه كلها تتغيّر بالابتسامة، ويصير الوجه أكثر جمالاً وإشراقاً. ابتسم للآخرين كما تحب أن يبتسموا لك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك صدقة)). الإبتسامة هي عربون المودة والمحبة والسلام. وإذا أردت أن تسعد مع الناس فعاملهم بما تحب أن يعاملوك به.
 
لا تفكّر في آلام الماضي، لا تعد إليك ذلك الإحساس، ما مضى قد فات ولن يعود، خذ من الماضي الدروس والعبر، وتذكّر منه الأوقات الجميلة. تذكّر وقتاً جميلاً كنت فيه في غاية السعادة، استعِدْ ذلك الشعور الجميل، كما لو كان الآن. فإنّك حينما تتذكّر تجربة عظيمة مررت بِها فستشعر بالسعادة، وتذكّر دائماً إنجازاتك لتسعد. فكّر في المستقبل، فكّر في أحلامك الجميلة، في مستقبلك المشرق الزاهر، وتصوّر كما لو أنّك قد حقّقت أهدافك.
 
طوّر نفسك وادرس دورات جديدة تطوّرك في عملك. تعلّم لغة جديدة، فإنّك حينما تتعلّم لغة فستكتسب ثقافة جديدة، وسوف تسعد. واشغل نفسك بعمل أشياء مفيدة، واستخدم المزيد من امكاناتك ومهاراتك، فالكسل ينمي الاكتئاب.
 
 حدّد الأمور التي تسعدك، واكتب قائمة بِها، وانسَ كل الأمور التي لا تسعدك. تعوّد على عمل الأشياء السارة،وليكن قرارك بمحاولة بلوغ السعادة تجربة سارة في حدّ ذاتها.جدّد حياتك وغيّر أسلوب معيشتك، ومارس هواية تحبها ونمّها، فهذه الهواية ستخفف عنك التعب والتشنّج، وستشعر بالراحة والسعادة. اعتدل في حياتك العملية، واجعل لنفسك وقتاً للراحة وللاسترخاء بعد عمل شاق، فإنّ ذلك سيعطيك القوة للاستمرار. وكافئ نفسك، إذهب إلى المنتزهات، إلى الطبيعة تأمّل جمال الطبيعة وسحرها، في لحظة هدوء وسكينة وتأمّل. ومارس الرياضة، عوّد نفسك على رياضة المشي في الصباح الباكر، امش كل يوم ساعة، بخطوات هادئة ومنتظمة فسوف تشعر بالهدوء والسكينة.
 
والعبادة هي الطريق إلى السعادة، أكثِر من الصلاة والدعاء، وتعوّد على قيام الليل، ركعتين في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها، فإنّها تعطي السكينة وهي كالريح الطيبة الباردة تَهب على النفس فتطفئ نار الخوف والحزن. العبادة هي السعادة، والصلاح هو النجاح. أكثر من تلاوة القرآن، فإنّه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم، ولجلب السعادة والسرور إلى القلب. ألا بذكر الله تطمئّن القلوب، وتفرّج الكروب. وتذكّر عند الشدائد سورة [أَلَمْ نشرَحْ لكَ صَدْرَكَ] (سورة الشرح، آية 1).
 
 داوم على الاستغفار، فإنّ لله نفحات في الليل والنهار، فعسى أن تصيبك منها نفحة تسعد بِها إلى يوم الدين. وأكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنّها تذهب الغموم وتزيل الهموم، وتفرّج الكروب، وتشفي القلوب، وتفتح العلوم. واجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتك، فإنّه القائد إلى السعادة، والدال على النجاح.
 
باختيارك للسعادة تحيا حياة هنيئة وتحقّق أهدافك بشكل أسهل. الحياة هديّة من الله تعالى ولكل مشكلة حل، لذلك قرر أن تعيش سعيداً.
 
 د. سهى بعيون