إختصاص أبي بكر الصديق رضي الله عنه بأنّه أعلم الصحابة

 
كان أبو بكر رضي الله عنه أقرأ الصحابة وأعلمهم، وكان من أفصح الناس وأخطبهم، وأعلمهم بأنساب العرب.
 قال النووي في تَهذيبه: استدلّ أصحابنا على عظم علمه بقوله رضي الله عنه في الحديث الثابت في الصحيحين أنه قال: والله لأقتلنَّ مَنْ فَرَّق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عِقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه. واستدلّ الشيخ أبو إسحاق بِهذا وغيره في طبقاته على أنّ أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه أعلم الصحابة، لأنّهم كلهم وَقفوا عن فهم الحكم في المسألة إلا هو، ثم ظهر لهم بِمباحثته لهم أنّ قوله هو الصواب فرجعوا إليه.
وقال النووي: وروينا عن ابن عمر أنه سئل مَن كان يفتي الناسَ في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ما أعلم غيرهما.
 
وقال ابن كثير: كان الصدّيق رضي الله عنه أقرأ الصحابة ـ أي أعلمهم بالقرآن ـ .
وأخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي لقومٍ فيهِم أبو بكرٍ أنْ يَؤُمَّهُم غيرُهُ».(سنن الترمذي، أبواب المناقب ، مناقب أبي بكر الصدّيق ، ج5 ، ص 276 ، حديث رقم (3755) )
 
وكان الصدّيق رضي الله عنه مع ذلك أعلم الناس بأنساب العرب، لا سيما قريش.
كان جُبير ابن مطعم من أنسب قريش لقريش والعرب قاطبة، وكان يقول: إنّما أخذت النسب عن أبي بكر الصدّيق، وكان أبو بكر الصدّيق من أنسب العرب. وكانت العرب  تلقّبه بعالم قريش .
 
وقال ابن إسحاق في السيرة الكبرى: كان أبو بكر رجلاً مؤلفاً لقومه محبباً سهلاً، وكان أنْسَب قريش لقريش، وأعلمهم مِمَّا كان منها مِن خير أو شر، وكان تاجراً ذا خُلق ومعروف، وكانوا يألَفونَه لعلمه وتجاربه وحُسْنِ مجالسته. فجعل يدعو إلى الإسلام مَنْ وَثق به، فأسلم على يديه عثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عَوْف.
 
وكان الصدّيق مع ذلك غاية في علم تعبير الرؤيا، وقد كان يعبر الرؤيا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال محمد بن سيرين ـ وهو المقدم في هذا العلم بالاتفاق ـ : كان أبو بكر أعبر هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
 
قال ابن كثير: وكان من أفصح الناس وأخطبهم. قال الزبير بن بكار: سمعت بعض أهل العلم يقول: أفصح خطباء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر الصدّيق، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهما.
 
د. سهى بعيون