من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 
 
من الأحاديث الواردة في فضله:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد كان فيما قبلَكم من الأمم ناسٌ محدّثون، فإن يكُ في أمّتي أحد فإنّه عمر» زاد زكريّاء بن أبي زائدة عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لقد كان فيمن كان قبلَكم من بني إسرائيل رجال يكلّمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن في أمّتي منهم أحدٌ فعمر». (صحيح البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ج 4، ص 568، حديث رقم (3689))
 
كان عمر رضي الله عنه عبقريّاً وذا فراسة وموهبة من الله تعالى.
عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله جعلَ الحقَّ على لسانِ عُمرَ وقلبهِ». وقال ابن عمر ما نزَلَ بالناسِ أمرٌ قطُّ فقالوا فيه وقالَ فيه عمرُ أو قال ابنُ الخطابِ فيه إلاّ نزلَ فيهِ القرآنُ على نحو ما قال عمر.
(سنن الترمذي، أبواب المناقب، مناقب أبي حفص عمر بن الخطاب، ج 5، ص 280، حديث رقم (3765) ـ مسند أحمد، ج 7، ص 155، حديث رقم (5145))
 
عن أنس بن مالك؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أرْحَمُ أُمّتي بأمَّتي أبو بكر. وأَشَدُّهم في دينِ الله عمر. وأصْدَقُهُمْ حياء عثمانُ. وأقضاهُمْ عليُّ بن أبي طالب. وأقْرَؤهُمْ لكتابِ الله أُبيُّ بن كعبٍ. وأعْلَمُهُمْ بالحلالِ والحرامِ معاذُ بن جبلٍ. وأفْرَضُهُمْ زيدُ بن ثابتٍ. ألا وإنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أميناً. وأمينُ هذه الأمّةِ أبو عبيدةَ بن الجرَّاحِ». (سنن ابن ماجة، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ج 1، ص 31، حديث رقم 125 (154))
 
وأخرج الحاكم عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أوّل من يعانقه الحق يوم القيامة عمر، وأوّل من يصافحه الحق يوم القيامة عمر، وأول من يؤخذ بيده فينطلق به إلى الجنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه». (الحاكم، المستدرك على الصحيحين في الحديث، كتاب معرفة الصحابة، ج 3، ص 84)
 
وعن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أعِزَّ الإسلامَ بعُمرِ بن الخطابِ خاصّة». (سنن ابن ماجة، المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ج 1، ص 24، حديث رقم 85 (105) ـ الحاكم، المستدرك على الصحيحين في الحديث، كتاب معرفة الصحابة، ج 3، ص 83)
 
ومن أقوال الصحابة والسلف فيه:
قال أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه: ما على ظهر الأرض رجل أحبّ إليّ من عمر.
وقيل لأبي بكر في مرضه: ماذا تقول لربّك وقد وليت عمر؟ قال: أقول له: وليتُ عليهم خيرهم.
 
عن الشعبي عن عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه قال: كان أبو بكر أوّاهاً حليماً، وكان عمر مخلصاً ناصحاً لله فنصحه. وإن كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ونحن متوافرون، والله إن كنّا لنرى أنّ السكينة تنطق على لسان عمر. وإن كنّا لنرى أنّ شيطان عمر يهابه أن يأمره بالخطيئة.
عن أبي مخلد قال: قال علي بن أبي طالب رضوان الله عليه: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى عرفنا أنّ أفضلنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر. وما مات أبو بكر، حتى عرفنا أنّ أفضلنا بعد أبي بكر، عمر رضوان الله عليهما.
 
وعن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه قال: استخلف عمر، رحمة الله على عمر، فأقام واستقام، حتى ضرب الدين بِجِرانه.
 
وقال علي رضوان الله عليه: إنّ الله جعل أبا بكر وعمر، رضوان الله عليهما، حجّة على من بعدهما، من الولاة إلى يوم القيامة، سبقا والله سبقاً بعيداً، وأتعبا من بعدهما أتعاباً شديداً.
 
كان عبد الله بن مسعود يخطب ويقول: إنّي لأحسب عمر بين عينيه ملك ليسدّده ويقوّمه، وإنّي لأحسب الشيطان يفرق من عمر أن يحدث حدثاً فيردّه.
 
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان إسلام عمر فتحاً، وكانت هجرته نصراً، وكانت إمامته رحمة، ولقد رأيُتنا وما نستطيع أن نصلي إلى البيت حتى أسلم عمر، فلمّا أسلم عمر، قاتَلهم حتى تركونا فصلّينا.
 
وعن زيد بن وهب قال: أتينا ابنَ مسعود فذكر عمر فبكى حتى ابْتَلّ الحصى من دموعه وقال: إنّ عمر كان حِصْناً حصيناً للإسلام يدخلون فيه ولا يخرجون منه، فلمّا ماتَ عمر انْثَلَمَ الحصنُ فالناس يخرجون من الإسلام.
 
وقيل لعبد الله بن عباس: ما تقول في عمر؟ قال: رحمة الله على أبي حفص، كان والله حليف الإسلام، ومأوى الأيتام، ومحل الإيمان، ومنتهى الإحسان، ونادي الضعفاء، معقِل الخلفاء، كان للحقّ حصيناً، وللناس عوناً، قام بحقّ الله صابراً محتسباً، حتى أظهر الدين، وفتح الديار، وذكر الله عزّ وجلّ على التلال والبقاع، وقوراً لله في الرخاء والشدّة، شكوراً له في كلّ وقت، فأعقب الله من يبغضه الندامة إلى يوم القيامة.
 
د. سهى بعيون