فضائل عثمان بن عفّان رضي الله عنه

 
صارت الخلافة إلى عثمان بعد وفاة عمر بن الخطاب سنة 23 من الهجرة، فافتتحت في أيّامه أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرس؛ وأتمّ جمع القرآن، وكان أبو بكر قد جمعه وأبقى ما بأيدي الناس من الرقاع والقراطيس، فلما ولي عثمان طلب مصحف أبي بكر فأمر بالنسخ عنه وأحرق كل ما عداه.
 
كان عثمان رضي الله عنه من السابقين الأوّلين، وصلى إلى القبلتين، وهاجر الهجرتين، وتزوّج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدّ من البدريين، ومن أهل بيعة الرضوان، ولم يشهدهما.
وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، وهو أحد الصحابة الذين جمعوا القرآن، بل قال ابن عباد: لم يجمع القرآن من الخلفاء إلاّ هو، والمأمون.
وجاء من أوجه متواترة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشّره بالجنة، وعدّه من أهل الجنّة، وشهد له بالشهادة.
وأخرج عن محمد بن سيرين قال: كان أعلمهم بالمناسك عثمان، وبعده ابن عمر.
 
وهو أول من زاد في المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. وأمر بكل أرض جلا أهلها عنها أن يستعمرها العرب المسلمون وتكون لهم. واتخذ داراً للقضاء بين الناس. وأوّل من اتّخذ صاحب شُرْطة.
 
كانت سياسة عثمان رضي الله عنه تقوم على العدل بأسمى صوره.كان رضي الله عنه عادلاً في جميع أحكامه، وإنّ الكتب الفقهية والتاريخية قد أوردت أمثلة وشواهد لا يستهان بِها عن عدالته.
 
ومن الأمثلة على عدله نذكر: إقامة الحدّ على والي الكوفة الوليد بن عقبة (أخوه لأمّه) لإقدامه على شرب الخمر، وعزله عن الولاية بسبب ذلك.
 
وعن أبي الفرات قال: كان لعثمان رضي الله عنه عبد، فقال له: إنّي كنت عركت أُذنك فاقتص منّي، فأخذ بأذنه ثم قال عثمان رضي الله عنه: اشدد يا حبذا! قصاص في الدنيا، لا قصاص في الآخرة.
 
د. سهى بعيون