التوسّل إلى الله تعالى

 
ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة أنّ عبيد الله بن محمد التيميُّ قال: حدّثني جليس لنا كان يُقال له ضرار الطفاويُّ قال: لقيتني امرأة من غنيّ عابدة يُقال لها عاتكة، فقالت: يا ضرار، توسَّلْ إلى مولاك بجميع ما يُمكنك من الوسائل، فإنّك تجدُ ذلك لك موفراً عند حلول الأمور الجلائل، وانقطِعْ إليه في حوائجك لديْه؛ يأتِ لك عليها على غير تعب منك ولا نَصَب، واعلم أنَّه لن ينال المطيعون في الدنيا لذَّةً أحلى في صدورهم من الازدياد لله في طاعته بقُرْبه، ولَحلاوة ساعةٍ من مطيع ألذُّ في قلوب المريدين من جميع ما أُخرج إلى الدنيا من زهرة ولذَّة، ولن يجد المريد فَقْدَ شيء تركه رجاء ثواب الله. فَجِدَّ، أي أخي، قبل أن لا يمكنك الجِدُّ، وبادر قبل فوات المبادرة، فإنّ الدنيا لا تطيب لعارفها، وإنّما تورّطها أهل الغِرَّة، وعمّا قليل فسوف يعملون.
 
د. سهى بعيون