امرأة تقوم الليل

 
  ذكر ابن الجوزي في صفة الصفوة أنّ رجاء بن مسلمة العبديُّ قال:
كنُّا نكون عند عَجْرَدة العميّة في الدار. قال: فكانتْ تحيي الليل صلاة، وربما قال: تقوم من أوّل الليل إلى السَّحَر، فإذا كان السَّحر؛ نادتْ بصوتٍ لها محزون: إليك قطع العابدون دُجى الليالي بتبكير الدّلج إلى ظُلَم الأسحار، يستبقون إلى رحمتك وفَضْل مغفرتك. فبك إلٰهي لا بغَيْرك، أسألك أن تجعلني في أوَّل زُمْرةِ السابقين إليك، وأن ترفعني إليك إلى درجة المقرَّبين، وأن تُلحقني بعبادك الصالحين، فأنتَ أكرم الكرماء وأرحم الرُّحماء، وأعظم العظماء، يا كريم.

ثمَّ تخرُّ ساجدة، فلا تزال تبكي وتدعو في سجودها حتى يطلع الفجر. فكان ذلك دأبَها ثلاثين سنة.

د. سهى بعيون